من قصص السلف والصالحين

قال ابو قيس بن معدي كرب, وكان له احد عشر ذكرا : يا بني , اطلبوا هذا المال اجمل الطلب واصرفوه في احسن مذهب صلوا به الارحام واصطنعوا به الاقوام واجعلوه جنة لاغراضكم تحسن في الناس قالتكم فان جمعه كمال الادب وبذله كمال المروءة حتى انه ليسود غير الايد وحتى انه ليكون في انفس الناس نبيها وفي اعينهم مهيبا ومن جمع مالا فلم يصن عرضا ولم يعطي سائلا بحث الناس عن اصله فان كان مدخولا هتكوه وان كان صحيحا نسبوه اما الى عرض دنية واما الى عرق لئيم حتى يهجنوه .
--------------
ظفر الرشيد برجل من الخارجين عليه فقال له ما تريد ان اصنع بك قال الرجل الذي تريد ان يصنع بك الاله اذا وقفت بين يديه .ولا اجد الان اذل مني بين يديك فاطرق الرشيد ثم قال اذهب حيث شئت فاغراه جلسائه به فامر برده فلما حضر قال يا امام الائمة لا تطعهم في فلو اطاع الله فيك خلقه ما استخلفك عليهم فعجب من قوله وكمال فطنته وخلي عن سبيله لقوة حجته وتمام ذكائه .
------------
الوزير المهلبي وعبد الله
قيل ان الوزير المهلبي سافر قبل ان يتولى الوزارة فلحقه في سفره عبء شديد بسبب فقره وضيق حاله وقد صحبه امرؤ عاقل يقال له عبد الله كان اخا صدقا له ذاكرا لوده مساعدا له على شدته قائما بكل ما يحتاجه ثم ان الايام فرقت بينهما حتى اوصلت المهلبي الى الوزارة فصفا عيشه وحسنت هيئته واوصلت رفيقه الى هيئة رثة يرثى لها العدو اللئيم والصديق الحميم فبلغه ان ان المهلبي اصبح وزير فقصده وكتب له يذكره بعهده فقربه من مجلسه ووصله بصلات الملوك والامراء
دعوى الاخاء على الرخاء كثيرة ******ومع الشدائد تعرف الاخوان .
--------
يروى ان عمر بن عبد العزيز سافر مع سليمان بن عبد الملك فاصابتهم السماء برعد وبرق وظلم وريح شديدة حتى فزعوا لذلك وجعل عمر يضحك فقال له سليمان : ما يضحكك يا عمر ؟ اما ترى ما نحن فيه؟ فقال : هذه اثار رحمته سبحانه وتعالى فيها شدائد كما ترى فكيف باثار سخطه وغضبه
----------
قال ضحاك بن مزاحم لنصراني : لماذا لم تسلم ؟ قال لحب الخمر قال: اسلم ثم شانك بها .فلما اسلم قال له : ان شربت حددناك وان ارتدت قتلناك فثبت الرجل على الاسلام
-------
قال الاصمعي : اتاني رجل من قريش يستشيرني في امراة يتزوجها فقلت :
يا ابن اخي اما القصيرة النسب فالتي اذا ذكرت اباها اكتفت به والطويلة النسب فهي التي لا تعرف حتى تطيل في نسبها فاياك ان تقع مع قوم قد اصابوا كثيرا من الدنيا مع دناءة فيهم فتضيع نسبك فيهم .
---------
كتب المنصور الي زياد عبدالله الحارثي ان يوزع ما عنده من المال على القواعد والعميان والايتام . فدخل عليه ابوزياد التميمي وكان رجلا مغفلا فقال له اصلحك الله اكتبني مع القواعد فقال له عفاك الله القواعد من النساء الاتي قعدن عن ازواجهن فقال اكتبني في العميان فقال اكتبوه منهم فان الله يقول فانها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور)
فقال ابو زياد: اما وقد احسنت الي فاكتب ابني في الايتام لينال من فضلك فقال : نعم ساكتب ابنك في الايتام لان من كنت انت اباه فهو يتيم .
---------
الرب لا يعذرك:-
خطب يوما الحجاج بن يوسف الثقفي فاطال فقال له رجل : الصلاة فان الوقت لاينتظرك ! فامر الحجاج بحبسه فاتاه اهل الرجل وزعموا انه مجنون وسالوه ان يخلي سبيله فقال الحجاج : ان اقر انه مجنون خليته فقيل للرجل ذلك فقال : معاذ الله ! لا ازعم ان الله ابتلاني وقد عافاني ! فبلغ الحجاج ذلك فعفا عنه لصدقه وشجاعته في الحق .