قصة حياة الصحابي { سلمان الفارسي الجزء الثاني }

ثم ما لبث أن عرفت أن الرجلرجل سوء فقد كان يأمر أتباعه بالصدقة ويرغبهم بثوابها فإذا أعطوه منها شيئا لينفقه في سبيل الله اكتنزه لنفسه ولم يعطي الفقراء و المساكين منها شيئا حتى جمع سبع قلال من الذهب فأبغضته بغضا شديدا لما رأيته منه ثم ما لبث أن مات فاجتمعت النصارى لدفنه فقلت لهم : إن صاحبكم كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا . قالوا من أين عرفت ذلك ؟ قلت هل أدلكم على كنزه ؟ قالوا نعم دلنا عليه . فأريتهم موضعه فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وفضة فلما راوها قالوا والله لا ندفنه ثم صلبوه ورجموه بالحجارة ثم إنه لم يمض غير قليل حتى نصبوا رجل آخر مكانه فلزمته فما رأيت رجل أزهد منه في الدنيا ولا أرغب منه في الآخرة ولا أدأب منه على العبادة ليلا ونهارا فأحببته حبا جما و أقمت معه زمانا فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إلى من توصي بي ومع من تنصحني أن أكون من بعدك فقال لا أعلم أحدا على ما كنت عليه إلا رجلا بالموصل فلما مات لحقت بالرجل في الموصل وقصصت عليه خبري وقلت له إن فلان أوصاني عند موته أن ألحق بك و أخبرني أنك على الحق فقال أقم عندي فأقمت عنده فوجدته على خير حال ثم أنه لم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان لقد جاءك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي ؟ فقال رجل بنصيبين { هي بلد في العراق } فلحقت بصاحب نصيبين و أخبرته خبري فقال لي أقم عندنا فوجدته على ما كان عليه صاحباه فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضرته الوفاة قلت له إلى من توصي بي فقال ما أعلم أحدا بقي على أمرنا إلا رجل بعمورية فالحق به فلحقت به فقال أقم عندي فأقمت عنده كان على هدي أصحابه وقد اكتسبت و أنا عنده بقرات وغنيمة ثم ما لبث أن حضرته الوفاة فقلت له إنك تعلم أمري فإلى من توصي بي فقال والله ما أعلم أن هناك أحدا من الناس بقي على ظهر الأرض متمسكا بما كنا عليه ولكنه قد دنا زمان يخرج فيه بأرض العرب نبي يبعث بدين إبراهيم ثم يهاجر من أرضه إلى أرض ذات نخل بين حرتين { الحرة : هي أرض ذات حجارة سود نخرة } وله علامات لا تخفى فهو يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل

جدا روعة بس في القصة دي طالع كل ما واحد يروح عنده يموت يعني هو إيه يعني ؟

ياسمين