مقالب شبابية

ذهب بعض من الشباب لصيد الجرابيع { يجربعون } وحدث أن انشغل أحدهم فقرر العودة إلى المنزل والرجوع ليلاً وقبل أن يذهب قال : أريد أن تصطادوا لي جرابيع رد عليه زعيمهم : إحنا نصيد وأنت تأكل ؟! والله زين ! ثم قال : إذهب وسنصيد لك ، عاد صاحبنا ليلا ثم قال لربعه : أين الجرابيع هل أكلتوها كلها ؟ مالكم خاتمة يا فيكم من يخاطيكم قال زعيمهم : شف عشاك بالقصديرة كل واشبع أكل صاحبنا حتى شبع فاستلقى على الأرض تكلم معه أحد الأصدقاء قائلا: كيف لحم الجراذي { فئران } يا لِبْس ؟ قال صاحبنا : ما تسوونها يا شباب . رد الزعيم : سويناها بك ، إحنا نتعب ونجربع وإنت تاكلها مستوية ؟ والله إنك ما أكلت إلا جراذي . قم يا فلان هات رؤوسهن وجلودهن . تعالت ضحكات الشباب عليه وأصبح أمام واقع حقيقي ، خرج من هذه الضحكات بقوله : والله إن كان إللي أكلته جراذي لأخلص على جراذي المكان هذا كله تعالت الضحكات مرة أخرى { وأضمر لهم كيداً } إنقضت عدة شهور وقد أجمع الربع في استراحتهم ليلاً يقررون على أحدهم إحضار عشاء غداً ووقع الإختيار على صاحبنا وحاول أن يتهرب منهم لكن الزعيم أصر عليه ، ذهب لوالدته وقال لها: أريد أن تطبخي لي { مرقوق } الأكلة المحببة وزينيه بالقرع و الكوسة والفاصوليا والباذنجان دون أن تطبخي معه لحماً أو دجاجاً ، وفعلت الأم أما هو فخرج للشارع وعند أقرب { سطل زبالة } رأى هراً منتفخاً كبير الحجم ، فضربه بحجر فإذا الهر المسكين يتلوى ويموت ويحتضر ، قطع رأسه وسلخه ووضع في بطنه الكثير من البصل والثوم لتضليل الرائحة ، وشواه على نار هادئة وبعد ذلك وضعه على المرقوق وتم قصدرته ، دخل على أصدقاءه في الاستراحه وقدم لهم الصحن ، تهافت الجميع لنزع القصدير فإذ بهم يرون أمراً غريباً! الجميع قالوا له : ما هذا ؟! قال لهم : لقد مللنا من أكل اللحم والدجاج فقلت في نفسي لما لا أشتري أرنباً ونجرب أكله ، تصادمت أيدي الشباب على الأرنب المسكين فأحدهم يلعق اللحمة ويضعها على السفرة ليعود إليها والثاني يمص نخاع العظم والثالث يقول لما لا تحضر أرنباً آخر واحد لا يكفي . وصاحبنا يأكل بهدوء طبخ أمه فقط ، انتهى الحدث وشبع الجميع قالوا له : أكرمك الله وزادك من زوايد فضله . واستلقوا جميعاً على الأرض ، هنا قال لهم : ها ؟ كيف لحم { البس } يا كلاب ؟! تعجب الجميع من كلامه وبصوت واحد قالوا : هذا هر ؟ قال : نعم ، مثل ما تركتوني آكل لحم فئران ، خليتكم تاكلون لحم قطط . قالوا : ماهو صحيح ، أكيد تمزح . رد عليهم صاحبنا : قم يافلان هات رأس الهر وجلده ، وفعلاً ما حدث صحيح ! أتت بعد ذلك الكلمة الحاسمة للزعيم { والله إن كان إللي أكلته هذا بس ، إني لأخلص على بساس الحارة كلها } تعالت الضحكات لكن من طرف واحد ، من طرف صاحبنا آكل الجرذان .