غرائب وطرائف ملوك غرب افريقيا في رحلات الحج !!!

حج ملوك افريقيا.
ومن اشهر الملوك الذين قصدوا الحج قادمين من مصر {منسا موسى} ملك الماندينج ببلاد التكرور{ غرب افريقيا}
وقد مر بالقاهرة في رحلتي الذهاب والعودة في عام 724 هجري وارتبطت رحلته في اذهان معاصريه بالذهب الذي نثره على كل صاحب وظيفة في بلاط السلطان الناصر بن قلاوون وعلى حجاج بيت الله الحرام بمكة المكرمة وبما انفقه في شراء الجواري من التركيات والحبشيات لخدمته الشخصية حتى يقال ان ركبه ضم 14 الف جارية.
وقد ادت رحلة منسا موسى لانخفاض سعر الذهب بالقاهرة مثلما اججت اطماع الطامحين للثروة الذين هيات لهم اطماعهم ترهات من قبيل ان الذهب الذي ينبت في بلاد ملك الماندينج في اشجار خاصة و لذا لا ينضب ببلاد التكرو.
طــــــــــرائف.
يروى ان منسا موسى اهدى الى السلطان المملوكي ما يعادل 5000 دينار ذهبا وعند مثوله بين يدي السلطان رفض ان يسجد بين يديه كما يفعل زوار البلاط المملوكي ورغم انه كان يعرف العربية فقد اختار ان ينقل عنه المترجم انه{ مالكي المذهب الذي لا يسجد لغير الله فاعفاه السلطان من ذلك وقربه واكرمه وساله عن سبب مجيئه فقال اردت الحج فامر الوزير ان يجهزه بكل شئ } وكان منسا موضع عناية {أيتمش امير الحج طوال الطريق لوصية السلطان}

ومن الطريف ان ملك الماندينج تاخر عن الركب المصري وبقي عدة ايام بالحرم وكان في فصل الشتاء فلم يتحمل رجال حاشيته البرد فمات اغلبهم ولم يصل معه للقاهرة سوى الثلث من عددهم المقدر بنحو ستين الفا .
وبلغ كرم منسا موسى حدا احتاج معه الاقتراض من بعض تجار القاهرة لاستكمال رحلته نحو بلده ولشراء بعض كتب المذهب المالكي فاقرضوه ما اراد بفوائد باهظة وانعم السلطان عليه بخيول وجمال وقد صحب معه الى عاصمته{ تمبكتو} عددا من التجار والفقهاء وردهم ردا جميلا بعدما اوفى بديونه .
والشهرة التي ذاعت ببلاد الشرق عن ثراء ملوك التكرور والذهب الذي لا ينضب معينه عقب رحلة منسا موسى كانت وراء سعي الاوروبيين الى بلادهم والاستيلاء على الذهب الافريقي بعد عدة عقود .
ويعتبر قايتباي ومن بعده السلطان الاشرف قنصوه الغوري اخر من قصد بيت الله الحرام للحج من بين سلاطين المماليك.